هل لديك منزل ؟ أو تود شراء منزل جديد ؟
![]() |
| هل لديك منزل ؟ أو تود شراء منزل جديد ؟ |
بسم الله الرحمن الرحيم
يمر غالبية الناس في زماننا بتحدي , تحدي يقابل كل فرد في حياته الشخصية , وهو تحدى شراء منزل مستقل أو الحصول على بيت أكبر حينما تكبر الأسرة , ويدخل في دوامة كبيرة موجودة مسبقاً يكون الرابح فيها أصحاب العقارات والشقق وأصحاب الأموال ( البنوك ) , ويكون الخاسر فيها في الغالب هو الزبون أو الشخص الذي يود السكن والمسكن , وسنتعرف في هذا المقال على بعض من الأمور المهمة التي نستخرجها من الحكمة ومن إقامة الميزان , حتى لا تقابلك مشاكل عويصة تسلب حريتك أو عقلك .
أن الإسكان ( المسكن , والشقق والعمارات والفيلات وغيرها ) هو من أكبر الأمور التي يلعب فيها البشر ويستغلون بعضهم البعض من أجلها , ولم تحدث أزمة عام 2008 – الأزمة الاقتصادية العالمية – إلا وكان العقار فيها عاملاً موجوداً , تمت إحاطته بمكر وخبث الماكرين وتلاعبهم حتى أدى الأمر في النهاية إلى مشكلة ونقطة وتوقف تام ! إنهم مجانين ويريدون أن يصيبوا الناس بالجنون , ولذلك سنتعلم هنا بعض المسائل للوقاية من الكيد والمكر المحاط بهذه الامور باذن الله .
السؤال المهم هنا – لماذا في العقارات والمساكن توجد أثمنة باهظة على الناس ؟
كما نعرف أنه صار الىن من ضروريات الحياة أن يكون لك منزل وسيارة , ولكن هناك فارق كبير بين سعر المنزل وسعر السيارة , فالسيارة مظهر للحركة , وهي من اختراع البشر , ولذلك فإنها تُعد بالنسبة لكثير من الناس الأكثر تناسباً بالنسبة لدخولهم , فثمن السيارة ليس صعب المنال , خاصة أن هناك سيارات بأنواع شتى وأحجام شتى , تجعل فرصة حصولك على سيارة أمر سهل , لكن المنزل ليس كالسيارة , فالسيارة حركة والمنزل سكون , والسيارة اختراع بشري , أما المنزل فهو على أرض , وتلك الأرض ليس لها بديل مثل السيارة , فمجرد أن تبني منزلاً في مكان ما , صار هذا المكان مغلقاً ومحصوراً على منزلك , وحينما توجد شقة في مكان ما , فإنه ليس بالإمكان إيجاد شقة أخرى في نفس المكان , لأن المنازل أو مظاهر السكون تلك توجد على الأرض , والأرض حصرية الوجود , فليس هناك أرض أخرى أو كوكب أخر للعيش , إنها أرض واحدة وحصرية ويتزاحم عليها البشر ويقومون باستغلال بعضهم البعض وربما قيام حروب ونزاع بين الدول على الأرض , لأنها حصرية الوجود , وبسبب هذه السمة اكتسبت المساكن والمنازل حصرية في الوجود ولذلك صارت باهظة الثمن , فهناك منازل مثل القصور يصل أثمانها إلى ثمن طائرات مدنية عملاقة , ولذلك لعينا إدراك قيمة الأرض بالنسبة للبشر لأن هذا هو مدخل صحيح لفهم هذا الأمر .
الجنة في الأرض في الآخرة عُملة نادرة وهي المكان – إن لم يكن لديك مكانٌ فيها فأنت غير موجود
لعل الله شاء أمر حصرية الأرض , ما جعل البشر يتنازعون فيما بينهم على الأرض , لكي يضرب مثلاً لكل إنسان , مثلاً مستقبلاً مهماً جداً , ألا وهو ( الجنة ) الأرض الحصرية في عالم الآخرة , لأنه إن لم يكن لك مكانٌ فيها , فأنت على الأرجح غير موجود , بل إنك ستكون في منتهى الضيق والنزاع والشؤم في سلاسل وأغلال النار , وكأن الجنة التي هي الجائزة , تجسد مفهوم حصريتها في الحياة الحالية عبر غُلو أسعار المساكن والمنازل , وكل فرد في العالم يمر بأزمة مقتبل العمر حين يتعرض لشراء بيت , عليه أن يعيي أن هذا الموقف هو تذكير كبير , لكي يضع في حسبانه البحث والحجز في أرض الآخرة , التي لن يكون للكثير من الناس موطء قدم فيها , ولذلك إن لم يعمل الإنسان حسابه من الآن على مكانه المستقبلي في الآخرة , فهو من الخاسرين , وكم من شخص يملك من الأرض والقصور هنا , وهو هناك لا يملك مكاناً يقف عليه , والعبرة بالخواتيم , وما منزل الدنيا إلا تذكير مؤقت بمنازل الآخرة , ولذلك ضع في حسابك منزلك المستقبلي الذي يتطلب منك زيادة في العمل والإحسان والإصلاح حتى تقوم بحجزه من الآن .
هل يجب أن يكون لي سكنٌ ومنزل أمتلكه ؟
بالطبع , لأنه لكي يكون لك بيت , عليك أن تضع ذلك البيت في مكان , وهذا المكان يسمى منزل , فالبيت هو أنت وأسرتك وعائلتك , والمنزل هو محل نزول ووجود ذلك البيت , وفي هذا الشأن يوجد اسمين من أسماء الله الحسنى
الاسم الأول : رب هذا البيت – يختص بعائلتك وأسرتك
الاسم الثاني : خيرُ المنزلين – يختص باختيار أحسن منزل لك ولعائلتك .
ووجود أهلك وعائلتك في بيت تملكه , يضمن لهم ولك حُسن المعيشة والاستقرار , ويوفر لك أرضية لتعمل دون كثرة تنقل من مكان لآخر , وهو إحدى مظاهر اسم الملك في حياته , أن يكون لك منزل تمتلكه , شكلٌ من أشكال تفعيل اسم الملك .
هل علي أن آخذ قرض لأحصل على مسكن ومنزل بدل الإيجار والكراء ؟
دعنا هنا نتكلم بالميزان والحكمة , يُفكر الناس في أخذ قروض ليشتروا منازل , وما يجعلهم يفكرون بذلك هو أنهم في كلا الحالتين سيدفعون إيجاراً شهرياً , فبدل أن يدفعونه في منزل ليس لهم , يدفعونه في منزلهم الذي سيصبح لهم عبر سنين طويلة , ولكن هذه المعادلة ليست صحيحة تماماً , لأن هناك فارق كبير بين الإيجار والشراء , فإن كان الشخص يملك مبلغ شراء المنزل كاملاً , فعليه أن يشتري منزله بشكل كامل دون أن يُدخل طرف ثالث في الأمر , أما إن لم يكن يمتلك , فعليه أن يتصرف بحكمة كبيرة , وتلك الحكمة هي أن شراء منزل بأجل طويل المدى عبر إدخال طرف ثالث وهو البنوك والقروض , يجعل الفرد مقيد الحركة لمدة عشرون عاماً أو يزيد , حسب مدة القرض الذي سيدده , ولنفترض أنك قمت بإيجار منزل ولمدة خمس سنوات , تدفع كراء أو إيجار شهري , فقط لتبقى في المنزل , دون أن تمتلكه في نهاية المطاف , سيسمح لك الكراء أو الإيجار بمساحة حرية كبيرة في الإنفاق والإدخار والاستثمار , لأنك غير مرهون أو مقيد بقرض طويل المدى , فإدخارك لمالك واستثمارك لمالك لمدة خمس سنوات , يجعلك تحصل على وفرة في المال تجعلك تشتري منزل بشكل كامل دون إدخال الطرف الثالث , وبإمكانك أيضاً بيعه وشراء آخر غيره , أما لو حزنت على شهور الإيجار الذي تدفعها , وقلت أنك في كلا الحالتين تدفع إيجار , فتسلك مسلك البنوك , ستضع نفسك موضع رهن وقيد , وذلك الرهن طويل المدى , فلا أنت تملك المنزل طوال تلك الفترة , ولا أنت حر التصرف فيه لبيعه مثلاً , لأنه ليس ملكك الكامل طوال عشرين عاماً مثلاً , فأنت هنا تشتري القيود والقيد عبر الإحساس المؤقت بالاستقرار , فالاستقرار الذي يجلب لك القيد ليس استقراراً بل خنقاً لك وتضييقاً عليك وعلى أهل بيتك , الاستقرار يجب أن يأتي بمساحة من الوسع والحركة , سمعت مرة من أحد المستثمرين أن من يفكرون في الثروات لا يشترون منازلهم في أول حياتهم , ولنفترض مثلاً بحسب قولهم أنك تملك مليون من عملة بلدك , تلك المليون يمكنها أن تُملكك منزلاً , وفي نفس الوقت يمكنك تحريكها وتكبيرها لتصبح اثنين وثلاثة , بتفكير المستثمرين , يُحررون تلك المليون لتصبح نهراً استثماراً ويعيشون في شقق بالإيجار , لأن الإيجار بالنسبة لهم مساحة رحبة أثناء تحريكهم لأموالهم وتكبيرهم لها , وبعد عدة أعوام يشترون منزلاً رائعاً , وذلك لأن المليون لم تُقيد مبكراً في منزل صغير في حي شعبي مزدحم , بل تحررت لتعطي مساحة حركة أكبر , السؤال هنا , ما هو عامل السر في هذه الخطوة , إنه موافقتهم على السكن بالإيجار ولمدة سنوات , حتى يعطوا لأنفسهم مساحة وسع , في النهاية فازوا بمنازلهم , لكن ليس مثل الآخرين الذين تقيدوا بقروض وسنوات عجاف من الخدمة والعمل لصالح الطرف الثالث , في هذه المعادلة ستجد أن المبلغ الاجمالي الذي دفعوه طوال سنوات الإيجار , لم يكن عبثاً أو مضيعة للمال , بل كان مال قليل يدفعونه كل شهر , ليحافظوا به على حرية حركة وتكبير مال كبير , كأنك تنفق دولار لتحافظ على حركة مائة دولار , وتنفق ألف دولار لتحافظ على حركة مائة ألف دولار , وتدفع مائة ألف دولار لتحافظ على حركة مليون دولار , وهكذا , فهذه اللعبة لعبة حركة وسكون , ومربطها في الميزان , وبفهم موازين حياتك جيداً ستدرك الخطوة القادمة الصحيحة التي عليك أخذها .
إياك ان تجعل أرضك تبتلع سماواتك !!
تذهب أسرة لشراء منزل كبير وواسع يسمونه منزل الأحلام , يشترونه بقروض يدفع منها الزوج والزوجة , على حساب أشياء كثيرة في حياتهم , هنا يجعلون المنزل ( أرض حياتهم ) يبتلع كل مساحات الحركة في حياتهم , ودوماً السماوات لابد أن تكون أوسع بكثير من الأرض , فإن كانت أرضك برقم معين , عليك أن تمتلك دوماً أضعاف هذا الرقم , لأن وجود وفرة في المال والحركة أكثر من احتياجات أرضك , يجعلك تسير بالشكل الصحيح , وهو أن الأرض تحتاج أقل مما يوجد بالسماء , أي احتياجاتك أقل من الوفرة التي تمتلكها , أما في حالة وقوعك في فخ شراء منزل الأحلام بمبلغ كبير تصبح رهناً له سنوات من حياتك , فأنت هنا جعلت أرضك تبتلع سماواتك بالكامل , وتمتص وتشفط تلك الأرض كل حركة وكل فلس وكل دولار , وهذا ضد الميزان , لابد أن تظل سماوات واسعة تمنحك هواءً تتنفسه , لأنك مساحات الوسع هذه هي ما تجعلك قادر على العمل والعطاء , ولو ابتلعت ارضك سماواتك , لن يكون لديك بال وصبر ومساحة نفسية للعمل حتى تسدد متطلبات تلك الأرض التي تخنقك وتمنع عنك الهواء , ولذلك تذكر مقولتي هذه ( لا تجعل أرضك تبتلع سماواتك أبداً ) !!
لا تجعل المنزل هو أغلى صفقة في حياتك .
يتباهى الجاهلون من الناس بأسعار منازلهم , ويعتبرونها أغلى صفقة قاموا بها في حياتهم , خاصة حينما يبلغ المنزل عدة ملايين , لكن المنزل يمثل جزء السكون فقط , أي نصف الحياة , ويظل نصف الحياة ( الحركة ) , ذلك النصف الذي لا يمكن أن يوفره لك السكون , فالمنزل لن يجعلك غنياً أو يجعلك صاحب تأثير في العالم , ولن يجعلك المنزل محبوباً بين الناس أو مصلحاً في حياتك وحياتهم , ولذلك لا تجعل المنزل أغلى صفقة تقوم بها , وتصبح أسير تلك الصفقة , بل اجعل منزلك هو مظهر من مظاهر السكون المتعددة في حياتك , كما سأشرح الآن
مظاهر السكون :
منزل
مزرعة
مصنع
محل
مظاهر الحركة :
أعمال
تجارة وحركة
إنتاج وإصلاح
تشغيل أشخاص برواتب
تواصل مع الناس والبيع لهم


